قصة جميلة / منقول

Admin عدد المساهمات : 208 تاريخ التسجيل : 16/11/2011

"خيال المآتة" لمن لا يعرفه هيكل من عصي يكتسي بجلباب، ليكون على هيئة شخص فارد ذراعيه، ينصبه الفلاحون وسط الحقول، لكي تداعبه الريح فيخيف الطيور التي تلتقط الثمار أو الحب المزروع في الأرض أو النباتات في أولى مراحل نموها، لكن ذات الفلاح الذي ابتكر هذه الآلية لحماية مزروعاته،
يقول خبير سويسري مهتم بالحضارة الفرعونية إن البشر لم يؤتوا جديداً لم يؤته الفراعنة من قبل, إلا بعد القرن الميلادي الثامن عشر.
"خيال المآتة" في الأصل فرعونية, فأول"خيال المآتة" ذكرت في التاريخ ظهرت في وادي النيل حيث كان المزارع ينصبها من أجل إخافة رفوف السلوى أو السماني واصطيادها, كانوا ينصبون قضبان خشب في الحقول ويعلقون عليها شبكاً وكان المزارعون يختبئون في الحقل قرب "خيال المآتة" ويخوفون السماني ليدفعوها صوب الشبك وبذلك يصطادونها للأكل ثم تطورت الفكرة ليصير غرض "خيال المآتة" حماية الحبوب والجني في الحقول.‏
ومثلما نقل الإغريق العلوم والفنون عن الفراعنة كما قال غيوم هنري فيوتو المؤرخ في بعثة شامبليون العلمية التي رافقت نابليون بونابرت إلى مصر سنة 1798م, نقلوا فكرة "خيال المآتة" أيضاً لكنهم صنعوا "خيال المآتة" من شكل خاص, إذ كانوا يعملون خشباً على شكل شخص أسطوري يدعى بريابوس, تقول الأسطورة إنه كان يعيش في كنف بعض زراع العنب, وكان قبيحاً ولاحظ الزراع أن بريابوس حين كان يلعب في الحقل كانت الحيوانات تخافه لقبحه وتمكث بعيدة عن الزرع فيحصدون غلالاً وفيرة, وأخذ مزارون آخرون ينصبون "خيال المآتة" لها شكل بريابوس لحماية غلالهم من الطير فيدهنونها باللون الأحمر.‏

ونقل الرومان التقليد الإغريقي وصنعوا "خيال المآتة"منحوتة من خشب أيضاً وحين غزوا فرنسا وألمانيا وانكلترا أخذوا معهم "خيال المآتة"بريابوس فاعتمدتها شعوب تلك البلاد منذئذ.‏
مع ظهور "خيال المآتة" عند الإغريق والرومان, كانت "خيال المآتة" في الحقبة نفسها تظهر أيضاً في الطرف الآخر من العالم في اليابان فكان المزارعون اليابانيون ينحتون تماثيل من خشب لحماية حقول الأرز, في البدء أخذوا ينصبون قصباً يعلقون عليه سجاداً قديماً أو بقايا لحم أو سمك, ثم يحرقونه فتصدر عن الحرق رائحة كريهة تنفر الطيور وغيرها من الحيوانات, فتبتعد عن الحقل وكان اليابانيون يسمون "خيال المآتة" كاكاشي أي الكريهة الرائحة لكنهم سرعان ما ابتكروا"خيال المآتة" التي تشبه جسم البشر, ومع هذا احتفظوا بالاسم كاكاشي على الرغم من أن "خيال المآتة" الجديدة لم تعد كريهة الرائحة بل كانت تنفر الطير خوفاً. وكانوا يلبسون الفزاعة رداءً من القصب وقبعة قش ويحملونها القوس والنشاب إمعاناً في تخويف الطير.‏
وفي عصور لاحقة في ايطاليا صنع المزارعون تماثيل ظنوا فيها قوة سحر خاصة وكانوا يضعون على رأس التمثال جمجمة اعتقدا أنها تخيف الطيور وتبعدها عن الزرع.‏

</B></I>